الفصاحة - بلاغة
الفصاحة
الفصاحة لغة : البيان والظهور. قال
الله تعالى: ( وأخى هارون هو أفصح منى
لسان) أى أبين منى منطقا وأظهر منى قولا ويقال, أفصح الصبىّ فى منطقة إذا بان وظهر
كلامه. وقال العرب, أفصح الصّبح إذا أضاء, وأفصح الأعجمىُّ إذا أبان بعد أن لم يكن
يبين وفصح اللسان – إذا عبر عما فى نفسه وأظهره على وجه الصواب دون الخطأ.
والفصاحة فى اصطلاح أهل المعانى:
عبارة عن الألفاظ البيّنة الظاهرة المشادرة إلى الفهم, المأنوسة الاستعمال بين
الكتاب والشعراء لمكان حسنها.
وهى تقع وصفا للكلمة والكلام
والمتكلم
فصاحة
الكلمة
فصاحة الكلمة : خلوصها من أربعة
أمور: تنافر الحروف, غرابة الاستعمال , مخالفة القياس الصرفى, والكراهة فى السمع.
1)
تنافر الحروف , هو وصف فى الكلمة يوجب ثقلها على السمع وصعوبة آدائها باللسان,
بسبب كون حروف الكلمة متقاربة المخارج كالظش ( الموضع الخشين ) والهعحع ( العشب )
من قول أعرابى: "تركت ناقتى ترعى الهعخع"
2)
غرابة الاستعمال : وهى كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مألوفة الاستعمال عند
العرب الفصحاء.
مثل : تكأ تكأتم وافرنقع " فى قول عبسى
بن عمرو النحوى: ما لكم تكأ كأتم علىّ كتكأ كُتكم على ذى جنة افرنقعوا عنى"
3)
مخالفة القياس الصرف : هو كون الكلمة شاذة غير جارية على القانون الصرفى المستنبط
من كلام العرب كالفكّ مما يجب إدغامه مثل:" الأجللُ " فى قول أبى النجم
"المحد لله العلّى الأجلل * الواحدِ الفرد القديم الأولِ.
والقياس "الأجل" بالإدغام
, ونحو مالى فى صدورهم مرددة.
4)
الكرهة فى السمع هو كون الكلمة وحشبة أو قبيحة تصكّ الآذان مثل كلمة "
بُعاقٌ" التى معناها السحاب الممطر , "والجرشىّ " النفس , وأمثال
ذلك كثيرة فى مفردات اللغة يمكن إدراكها بالذوق السليم.
فصاحة
الكلام
فصاحة الكلام ( فصاحة المركب ) :
سلامة بعد فصاحة كلماته أربعة أمور (عيوب):
ا- تنافر الكلمات مجتمعة , ب- ضعف
التاليف, ج- التعقيد اللفظى, د- التعقيد المعنوى.
أ-
تنافر الكلمات مجتمعة : أن تكون
الكلمات ثقيلة على السمع عسِرة النطق بها على اللسان. كقول الشاعر " "وقبرحرب
بمكان قفر * وليس قُرْبَ قبرِ حربٍ قبرُ"
"كديم متى
أمدحْه أمدحه والوَرَى* معى, وإذا مالُمْتُه لمته وجْدى"
ب- ضعف التأليف وهو
كون الكلام غير جار على قانون, النحو المشهور, كالإضمار قبل ذكرٍ المرجع لفظ أو معنى
أو حكما, نحو ضرب غلامُه زيدًا, بخلاف : "ضرب زيدٌ غلامَه " أو "
ضرب غلامَه زيدٌ" أو هوالله أحد,
فإنها فصيحة. لأنه مرجع الضمير قد تقدم لفظا ومعنى وحكما فى الأول. وتقدم معنى فى
الثانى , وحكما فى الثالث, نحو : "ولو أن مجدا أخلدَ الجهرَ واحدا * من الناس
أبقى مجدُه الدهرَ مطعما" فإن الضمير فى "مجده" راجع إلى
"مطعما" وهو متأعر فى اللفظ والرتبة لأنه مفعول به.
ج-
التعقيد اللفظى : هو كون الكلام خفى الدلالة على المعنى المرادبه بسبب تأخير
الكلمات أو تقديمها عن مواضعها الأصلية أو بالفصل بين الكلمات التى يجب أن يتجاور ويتصل بعضها ببعص مثل ما إذا قيل،"
ما قرأ إلا واحدا محمد مع كتابا أخيه". فهذا الكلام غير فصيح لضعف تأليفه،
إذا أصله" ما قرأ محمد مع أخيه ألا كتابا واحدا"وقول الشاعر: "أنّي
يكون أبا البرية آدم * وأبوك والثقلان أنت محمد" إذا أصله، "أنى يكون
آدم أبا البرية * وأبوك محمد وأنت الثقلان"
د-
التعقيد المعنوى، هو يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد بسبب استعمال
مجازات وكنايات بعيدة لايفهم المراد بها قال تعالى" وما أرسلنا من رسول إلا
بلسان قومه" أى ناطقا بلغة قومه وهذا استعمال فصيح، وإذا استعمال أحد كلمة،
لسان، بمعنى جاسوس وقال" بثّ الحاكم السنته في المدية " كان مخطى"
فى كلامه تعقيد معنوى.
فصاحة
المتكلم
فصاحة المتكلم هى، ملكة يقتدر بها
صاحبها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أى غرض كان.
معرفة
فى البلاغة
البلاغة فى اللغة : الوصول والانتهاء,
يقال يلع فلان مراده . إذا وصل إليه, و بلغ الرّكب المدينة, إذا
انتهى إليها. وتقع البلاغة فى الاصطلاح وسفا للكلام والمتكلام فقط.
بلاغة الكلام
بلاغة الكلام : مطابقته
لمقتضى الحال مع فصاحة ألفاظه مفرداها ومركبها
والكلام البليغ: هو الذى
يصوره المتكلم بصورة تناسب أحوال المخاطبين.
وحال الخطااب (ويسمى
بالمقام) هو الأمر الحامل للمتكلم على أن يورد عبارته على صورة محصوصة
والمقتضى - ويسمى
بالاعتبار المناسب هو الصورة المحصوصة التى تورد عليها العبارة، مثلا:
"المدح" حال يدعو لإيراد العبارة على صورة "الإطناب" وذكاء،
المخاطب حال يدعو لايراد العبارة على صورة "الإيجاز" فكل من "المدح
و الذكاء" حال ومقام. وكل من"الإطناب والإيجاز" – مقتضى. وإيراد
الكلام على صورة الإطناب والإيجاز "مطابقة للمقتضى"
بلاغة المتكلم
بلاغة المتكلم ملكة يقتدربها صاحبها على التعبير عن المقصود
بكلام بليغ فى أى غرض كان. وتلك غاية ومنتهى لايصل إليها إلا من أحاط بأساليب
العرب وسنن تخاطبهم ومفاخرتهم ومديحهم وشكرهم واعتذارهم "ولكل مقام
مقال"
ملاحظات
يعرف التنافر
بالذوق السليم، وتعرف الغرابة بكثرة الاطلاع ،وتعرف مخالفة القياس بعلم الصرف،
ويعرف التعقيد اللفظى بعلم النحوى ويعرف التعقيد المعنوى بعلم البيان، وتعرف
الأحوال ومقتضياتها بعلم المعانى، ويعرف خلوّ الكلام من أوجه التحسين بعلم البديع.
فإذن، وجب على
طالب البلاغة معرفة اللغة العربية، والصرف، والنحو، والمعانى، والبيان، والبديع مع
كونه سليم الذوق، كثير الاطلاع على كلام العرب.
البَابُ الأوَّلُ
فى تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء. وفى هذا الباب ثلاثة مباحث
المبحث الأوّل: فى حقيقة الخبر
الخبر كلام يحتمل
الصدق أو الكذب لذاته. والمراد بصدق الخبر مطابقته للواقع ونفس الأمر. والمراد
بكذب الخبر عدم مطابقته للواقع.
فقولك
"سافر عليّ إلى مكّة" صادق إن ثبت له لسفر وكاذب إن لم يثبت ذلك.
المقاصد والأغراض التى من أجلها يلقى الخبر
الأصل فى الخبر أن يلقى لأحد الغرضين:
(أ) إما إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنته الجملة،
إذا كان جاهلا له، ويسمى هذا النوع " فائدة الخبر" نحوى" العلم
نافع"و" ولدا لنبى صلى الله عليه وسلم عام الفيل. وأوحى إليه فى سن
الأربعين، وأقام بمكّة ثلاثة عشرة سنة وبالمدينة عشرا.
(ب)
وإما إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم الذى يعلم المخاطب ويسمى لازم الفائدة.
نحوى قولك لمن نجح فى الامتحان وقد علمته من طريق آخر " أنت نجحت فى
الامتحان"
وقد
يلقى الخبر على خلاف الأصل لأغراض أخرى تعرف من سياق الكلام، أهمها:
1. الاسترحام والاستعطاف. نحو
"إنّى فقير إلى عفو ربي"
2. إظهار الضعف والخشوع، نحو
"رب إنّى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا"
3. إظهار التحسر على شيء محبوب، نحو
" إنّى وضعتها أنثى"
4. التوابع كقولك للعاثر "الشمس
طالعة"
5. الفخر، نحو " إن الله
اصطفانى من قريش"
6. المدح، كقول الشاعر:
فإنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت
لم يبد منهن كوكب
7. التحذير، نحو "أبغض الحلال
إلى الله الطلاق
المبحث
الثانىى: فى تقسيم الخبر
إلى
جملة فعلية – و جملة اسمية
فالجملة الفعلية موضوعة لإفادة
الحدوث فى زمن مخصوص مع الاختصار, وذلك أن الفعل دلّ بصيغته على إحدى الأُزمنة
الثلاثة بدون احتياج لقرينة بخلاف الاسم. فإنه يدل على الزمان بقرينة ذكر لفظه
" الآن, أو أمس, أو غدا" نحو: أشرقت الشمس وقد ولّى الظلام هاربا. فلا
تستفاد من ذلك إلا ثبوت الإشراق للشمس وذهاب الظلام فى الزمن الماضى . وقد تفيد
الاستمرار التجديدى بالقرائن إذا كان الفعل مضارعا, نحو ينفع الادب صاحبه.
والجملة الاسمية موضوعة لمجر ثبوت
المسند للمسند إليه, نحو "الأرض متحركة, والشمس مشترقة" فلا يستفاد منها
سوى ثبوت الحركة للأرض والإشترق للشمس بدون نظر إلى تجدد ذلك ولا حدوئه. وقد تخرج
الجملة الاسمية عن هذا الأصل وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن , إذا لم يكن
فى خبرها فعل مضارع . وذلك بأيكون الكلام فى مقام المدح أو معرض الذم. كقوله
تعالى, " إنك إرادة الاستمرار مع الثبوت.
المبحث
الثالث:
فى كيفية إلقاء التكلم الخبر
للمخاطب ثلاثت حالات:
أولا:
أن يكون خالى الذهن من الحكم , فلا يؤكد
الكلام لعدم الحاجة إليه, نحو قوله تعالى: المال والبنون زينة الحياة الدنيا, ونحو
قولك " أحوك قادم" ويسمى هذا الضرب من الحبر : ابتدائيا
ثانيا:
أن يكون المخاطب مترددا فى الحكم طالبا لمعرفته فيستحسن تأكيد الكلام الملقى إليه,
نحو : " أن الأمير منتصر" وقوله تعالى : وقد يعلم الله المعوّفين منكم
والقائلين لإخوانهم هَلُمَّ إلينا. ولا يأتون الباس إلا قليلا " ويسمى هذا
الضرب " طلبيّا"
ثالثا:
أن يكون منكرا للحكم الذى يراد إلقاؤه إليه معتقدا خلافه فيجب تأكيد الكلام له.
بمؤكد أو مؤكدين أو أكثر على حسب إنكره قوة وضعفا, نحو إن الأمير منتصر " أو
" أن الأمير لمنتصر " أو " والله إنه لمنتصر"
وقوله
تعالى : " لتبلونّ فى أموالكم وأنفسكم" ويسمى هذا الضرب
"أنكاريّا".
ويكون
التأكيد بأن وإن ولام الابتداء وأحرف التنبيه والقسم ونونى التوكيد , والحروف
الزائدة, والتكرير وقد وأما الشرطية وإنما وضمير الفصل وغير ذلك.
خروج
الخبر عن مقتضى الظاهر
إذا ألقى الخبر خاليا من التؤكد
الخالى الذهن, ومؤكدا استحسانا للسائل المتردّد, ومؤكّدا وجوبا للمنكر. كان ذلك
الخبر جاريا على مقتضى الظاهر.
وقد يجرى الخبر على خلاف ما يقتضيه
الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما يأتى:
1.
تنزيل العالم منزلة الجاهل. لعدم جريه على موجب علمه فيُلقى إليه الخبر كما
يلقى إلى الجاهل به. كقولك لمن يعلم وجوب الصلاة. وهو لا يصلى ." الصلاة
واجبة " توبيخاله على عدم عمله بمقتضى علمه. وكولك لمن يؤذى أباه :" هذا
أبوك"
2.
تنزيل خالى الذهن منزلة السّائل المتردّد . اذا تقدم فى الكلام ما يشير إلى
حكم الخبر . نحو قوله تعالى " ولا – تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم
مغرقون" (هود: 37) ذلك لما أمر الله نوحا أولا بصنع الفلك ونهاه ثانيا عن مخاطبته
بالشفاعةفيهم. صار مع كونه غير سائل فى مقام السائل المتردد, هل حكم الله عليهم
بالإغراق؟ فأجيب بقوله : إنهم مغرقون , وكوله تعالى : " وما أبرّئ نفسى إن
النفس لأمرة بالسوء."
3.
تنزيل غير المنكر منزلة المنكر . إذا ظهر عليه شيء من إمارات الإنكار كقوله تعالى :"
إنكم بعد ذلك لميتون" فإنّ غفلتهم عن الموت وعدم استعدادهم بالعمل الصالح من
علامات الإنكر. ومن أجل ذلك نزّلوا منزلة المنكرين وألقى إليهم الخبر مؤكدا
بمؤكدين.
4.
تنزيل المنكر كغير المنكر , إن كان
لديه دلائل وشواهد لو تأملها لا ر تدع عن إنكاره. كقوله تعالى : بخطب منكرى واحد
انيته. " وإلهكم إله واحد" وقولك لمن ينكر ضرر الجهل " الجهال
ضارّ"
البَابُ
الثَّانِى
فى
حقيقة الانشاء وتقسيم
الإنشاء
لغة : الإيجاد
اصطلاحا
: كلام لا يحتمل الصدق ولا الكذب لذاته ,
نحو " اطلب العلم من المهد إلى اللحد " و " اقرأ كتابك " فلا
ينسب إلى قائله صدق ولاكذب.
وينقسم الإنشاء إلى نوعين 1- إنشاء
طلبى 2- إنشاء غير طلبى.
فالإنشاء الطلبى - مايستدعى مطلوبا غير حاصل وقت
الطلاب.
والإنساء غير طلبى - ما لا يستدعى مطلبوبا.
فالإنشاء
الطلبى يكون بخمسة أشياء بالأمر والنهى والاستفهام والتمنى والنداء. وفى هذا الباب
5 مباحث :
الإنشاء
الطلبى
المبحث
الأول : فى الأمر
الأمر هو طلب حصول الفعل من المخاطب على وجه الاسبتعلاء مع الإلزام
, وله أربع صيغ:
1.
فعل الأمر , كقوله تعالى " يا يحيى خذ الكتاب بقوة".
2.
المضارع المقرون بلام الأمر , كقوله تعالى " لينفق ذوسعة من سعه.
3.
اسم فعل الأمر . كقوله تعالى , " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم
" ونحو " حىّ على الصلاة".
4.
المصدر النائب عن فعل الأمر , كقوله تعالى: وبالو الدين إحسانا".
وقد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلى
وهو " الإيجاب والإلزام" إلى معان أخر تستفاد من سياق الكلام وقرائن
الأحوال.
1)
كا لدعاء , كقوله تعالى : " رب أوزعنى أن أشكر نعمتك"
2)
الإرشاد , كقوله تعالى : " إذا تدا ينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب
بينكم كاتب عادل"
3)
الا لتماسى , كقولك لمن يساويك" أعطنى القلم أيهاالأخ.
4)
التهديد , كقوله تعالى :" اعملوا ما ماشئتم, إنه بما تعملون بصير"
5)
التعجيز , كقوله تعالى : فأتوا بسورة من مثله إن كنتم صادقين"
6)
الإباحه . كقوله تعالى " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخبط الأبيض من الخيط
الأسود من الفجر" ونحو " اجلس كما تشاء"
7)
التسوية , كقوله تعالى: " اصبروا أولا تصبروا"
9)
الامتنان , كقوله تعالى : " فكلوا مما رزقكم الله".
10)
الإهانة , كقوله تعالى : " كونوا حجارة أو حديدا"
11)
الدوام , كقوله تعالى : "اهدنا الصراط المستقيم"
12)
التمنى , كقوله الشاعر : " يا ليل طل يا نوم زل * يا صبح قف لا تطلع"
13)
التكوين، كقوله تعالى "كن فيكون"
14)
التخيير، نحو "تزوج هندا أو أختها"
15)
الاعتبار، كقوله تعالى "انظروا إلى ثمره إذا أثمر"
16)
التعجب، كقوله تعالى "انظر كيف ضربوالك الأمثال"
17)
التأديب، نحو "كل مما يليق"
18)
الإذن، كقولك لمن طرق الباب "ادخل"
المبحث
الثاني:
فى النهى
النهى هو طلب الكف عن الفعل على وجه
الاستعلاء مع الإلزام وله صيغة واحدة. وهي المضارع المقرون بلا الناهية، كقوله
تعالى:
"ولاتفسدوا فى الأرض بعد
إصلاحها"
"ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم
بعضا"
وقد تخرج هذه الصيغة عن أصل معناها
إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام وقرائن الأحوال.
1.
كالدعاء، كقوله تعالى "ربنا لا تؤخذنا إن سينا أو أخطأنا"
2.
والالتماس: كقولك لمن يساويك "ايها الأخ لاتتوان"
3.
الأرشاد: كقوله تعالى، "لاتسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم"
4.
واالدوام، كقوله تعالى، "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون"
5.
وبيان العاقبة: كقوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل
أحياء"
6.
والكراهة، نحو "لا تلتفت وأنت فى الصلاة"
7.
والتيئيس، كقوله تعالى "لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"
8.
والتمنى، كقول الشاعر "باليلة الأنس لاتنقشى، و "ياصبح قف لاتطلع"
9.
التهديد، كقولك لخادمك "لا تطع أمرى"
10.
والتوبيخ، نحز "لاتنه عن خلق وتأتى مثله، عار عليك إذا فعلت عظيم"
11.
والائتناس، نحو "لاتحزن إن الله معنا"
12.
والتحقير، كقول الشاعر: لاتطلب المجد إن سمله صعب * وعش مستريحا ناعم البال"
المبحث
الثالث: فى الاستفهام
الاستفهام هو طلب العلم بشىء لم يكون
معلوما قبل، وذلك بأدة من إحدى أدواته الآتية، هي: الهمزة، وهل، ومن، وما، ومتى،
وأيّان، وكيف،وأين، وكم، وأى.
وينقسم بحسب الطلب إلى ثلاثة أقسام:
1. ما يطلب به التصوّر تارة والتصديق
تارة أخرى وهو "الهمزة"
2. ما يطلب به التصديق فقط وهو
"هل"
3. ما يطلب به التصوّر فقط وهو،
"بقية أدوات الاستفهام.
1)
الهمزة
يطلب بالهمزمة أحد أمرين: تصور أو
تصديق
1)
فالتصور، هو إدراك المفرد، نحو "أعلٌّى مسافرأم خالد؟ تعتقد أن السفر حصل من
أحدهما، ولكن تطلب تعيينه ولذا إيجاب بالتعيين فيقال "خالد" وحكم
الهمزمة التى لطلب التصور ان يليها السؤل عنه بها، سواء أكان،
1.
مسند إليه، نحو "أأنت فعلت هذا أم يوسف؟"
2.
أم مسندا، نحو "أراغب أنت عن الأمر أم راغب فيه؟"
3.
أم مفعولا به، نحو "أإياى تقصود أم سعيدا؟"
4.
أم حالا، نحو "أراكبا حضرت أم ماشيا؟"
5.
أم ظرفا، نحو "أيوم الخميس قد مت أم يوم الجمعة؟". ويذكر السؤل عنه فى
التصور بعد الهمزمة، ويكون له معادل يذكر بعد أم غالبا، ويسمى متصلة وقد يستغنى عن
ذكر المعادل، نحو قوله تعالى ، "أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم؟"
2.
والتصديق، هو إدراك وقوع نسبة تامة بين المسسند والمسند إليه أو عدم وقوعها،
نحو"أقدم الوزير؟" أعلىّ مسافر؟" تستفهم عن ثبوت النسبة أو عدمها،
ولهذا إيجاب بلفظ "نعم" أو"لا" ويمتنع ذكر المعادل، فإن جاءت
"أم" بعدها قدّرت منقطعة ونكون بمعنى "بل" نحو: أحضر القائد
أم حضر جيشه" أى بل حضر جيشه.
(2)
هل
مطلب بهل التصديق فقط، أى معرفة وقوع
النسبة أو عدم وقوعها لاغير. نحو"هل جاء الأستاذ؟"
هل حافظ المسلمون على مجد اسلافهم؟
والجواب بنعم أولا وهل نوعان، بسيطة ومركبة.
أ.
فالبسيطة هى التى يستفهم بها عن وجود شىء فى نفسه "هل الانسان الكامل
موجد؟"
ب.
والمركبة هى التى يستفهم بها عن وجود شىء لشىء أو عدم وجوده له، نحو "هل
النبات حسّاس؟ "وهل المرّيخ مسكون؟"
وهل لاتدخل على:
1. المنفى، فلا يقال "هل لم
يفهم علىّ؟"
2. المضارع الذى هو للحال. لايقال
"هل تحتقر عليّا وهو شجاع؟"
3. إنّ ، فلا يقال "هل إن
الأمير منتصر؟"
4. الشرط فلا يقال "هل إذا زرتك
تكرمنى؟"
5. حرف العطف فلا يقال "هل
فيتقدم أو هل ثم يقتدم؟"
6. اسم بعده فعل، فلا يقال "هل
بشرا منّا واحدا نتبعه؟"
مخلاف الهمزة فإنها تدخل على جميع
ماذكر.
(3)بقية
أدوات الاستفهام
بقية أدوات الاستفهام موضوعة للتصور
فقط، فيسأل بها عن معناها وهى "ما، ومن، ومتى، وأيان، وكيف، وأين، وأنّى،
وكم، وأى. ولهذا يكون الجواب معها بتعيين المسؤل عنه " وإليك البيان.
(ما-
ومن)
ماموضوعة للاستفهام عن أفراد غير
العقلاء ويطلب بها:
1.
إيضاح الاسم، نحو "ماالمسجد؟ فيقال فى الجواب إنه ذهب.
2.
بيان حقيقة المسمى. نحو"ماالشمس؟ "فيجاب بأنه كوكب نهارىّ
3.
بيان الصفة ، نحو "ما خليل؟" وجوابه طويل أو قصير مثلا (وتقع، هل،
البسيطة فى الترتيب العقلى بين "ما" لإيضاح الاسم و "ما"
لبيان حقيقة المسمى ، مثل "ماالبشر؟" (إنسان).
هل
الانسان موجد؟ (نعم) "وما الإنسان؟" (حيوان ناطقا).
من
– يطلب بها تعيين أفراد العقلاء نحو"من فتح مصر؟ ومن وضع الحجر الأسواد؟.
(متى-
وأيان)
متى-
يطلب بها تعيين الزمان سواء أكان ماضيا أو مستقبلا. نحو"متى تولى الخلافة
عمر؟ و "متى ولد النبى صلى الله عليه وسلم؟"
أيان-
يطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة، وتكون فى موضع (التهويل والتفخيم) دون غيره.
كقوله تعالى " يسأل أيان يوم القيامة؟"
(كيف،
وأين، وأنّى، وكم، وأىّ)
كيف- يطلب بها تعيين الحال كقوله
تعالى "فكيف إذا جئنا من كل أمة بسهيد؟"
أين- يطلب بها تعيين المكان،
نحو"أين شركاؤكم؟" أين تذهب؟
أنّى- تأتى لمعان كثيرة:
- تارة بمعنى كيف. نحوقوله "أنى
يحيى هذه الله بعد موتها"
- وتارة بمعنى من أين. نحو قوله"
يا مريم أنى لك هذا"
- وتارة بمعتى متى. نحو" زرنى
أنّى شئت" و "أنّى جئت- أو يوم الخميس أم يوم الجمعة؟"
كم- يطلب بها تعيين عدد مبهم نحو
"كم لبثتم؟" وكم ساعة انتىظرت؟"
أى- يطلب بها تمييز أحد المتشاركين فى
أمريعمهما كقوله تعالى "أى الفريقين خير مقاما؟ "و" أى الناس أحق
بالمعروف؟" ويسأل بها عن الزمن والمكان، والحال، والعدد، والعاقل وغيره حسب
ماتضاف إليه.
وقد تخرج ألفاظ عن معناها الأصلى
لأغراض أخر من سياق الكلام ومن أهم ذلك:
1. الأمر- كقوله تعالى" فهل
أنتم منتهون؟ أى انتهىوا"
2. النهى- كقوله تعالى
"أتخشونهم فاالله أحق أن تخشوه"
3. التسوية- كقوله تعالى" سواء
عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون"
4. الإنكار- كقوله تعالى " أغير
الله تدعون؟"
5. النفى- كقوله تعالى "هل جزاء
الإحسان إلا الإحسان"
6. التشويق- كقوله تعالى "هل
أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم"
7. الاستئناس- كقوله تعالى "وما
تلك بيمينك يا موسى"
8. التقرير- كقوله تعالى "ألم
نشرح لك صدرك"
9. التهويل- كقوله تعالى
"الحاقة ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة؟"
10. الاستبعاد- كقوله تعالى
"أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين؟"
11. التحقير- نحو "أهذا الذى
مدحته كثيرا؟"
12. التعجب- نحو كقوله
تعالى"ولهذا الرسةل يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق؟"
13. الوعيد – كقوله تعالى "ألم
تر كيف فعل ربك بعاد"
14. الاستبطاء- كقوله تعالى
"متى نصر الله"
15. التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى
"أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير؟"
16. التحكم- نحو "أعقلك يسوّغ
لك أن تفعل كذا؟"
17. التمنى- كقوله تعالى "فهل
لنا من سفعاء فيشفعوالنا"
المبحث الرابع : فى التمنى
تمنى - هو طلب
الشيء المحبوب الذى لا يرجى ولا يتوقع حصوله.
- أما لكونه مستحيلا- كقوله
ألا ليت الشباب يعود يوما * غأخبره بما فعل المشيب
- وأما لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله , كقوله تعالى
:" ياليت لنا مثل مل أوتى قارون"
واذا كان الأمر
المحبوب بما يرجى حصوله كان طلبه " ترجيا" ويعرفيه " بعسى" و
"لعل" كقوله تعالى " لعل
الله يحدث بعد دلك أمرا" وعسى الله أن يأتى بالفتح"
فى للتمنى أربع
أدوات " واحدة أصلية- وهى ليت" وثلاث غير أصلية نائبة عنها, وهى : هل,
ولو, ولعل.
1- هل, كقوله تعالى " فهل لنا من شفعاء
فيشفعوالنل"
2- لو , كقوله تعالى :" فلو أنَّ لَنَا كرّةً فنكون من
المؤمنين"
3- لعل كقوله الشاعر :
أسرب القطا هل
من يعير جناحه * لعلّى إلى من قد هويت أطيرُ.
المبحث الخامس : فى النداء
النداء – هو طلب الإقبال بحرف نائب مناب " أنادى"
المنقول من الخير إلى الإنشاء , وأدواته ثمان: " الهمزة , ويا, وأى , وأيا ,
وهيا, وآ , وآىْ, ووا".
وهى نوعان فى
كيفية الاستعمال:
1- الهمزة وأى
لنداء القريب. 2- وغيرهما لنداء البعيد.
وقد ينزل
البعيد منزلة القريب – فينادى بالهمزة وأى إشارةً إلى قربه من القلب وحضوره فى
الذهن.
كقول الشاعر :
" أسكَّان
نعمان الأراك تيقنوا * بأنكم فى ربع قلبى سكان"
وكقول الوالد
لولده وهو ينصحه فى رسالته:
" أحسين
أنّ واعظ ومؤدب * فافهم فإنّ العاقل المتأدب"
وقد ينزل
القريب منزلة البعيد, فينادى بغير لهمزة وأى:
ا) إشارة إلى
علوّ مرتبته. كقولك " أيا مولاى" وأنت معه للدلالة على أنه عظيم القدر
وفيع الشأن , وقول أبى نواس :
" يارب إن
عظمت دنوبى كثيرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم.
ب) إشارةً إلى
امحطاط منزلته ودرجته , كقولك هدا نحو :
" أولئك
آبا ئى فجئى بمتلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ"
ج) أو إشارة
إلى غفلة وشرود ذهنه. كقول الشاعر :
" أيا
جامع الدنيا لغير بلاغة * لمن تجمع الدنيا وأنت تموت"
" يا أيها
السادر المزورّ من صلف * مهلا فإنك بالأيّام منخدع"
وقد يخرج
النداء عن معناه الأصلى إلى معان أخرى تستفاد القرائن . وهذه النعانى مايأتى:
1. الإغراء –
كقولك لمن يتردد فى منا زلة العدو : " يا شجاع أقدم "
2. الزجر – نحو
" يا فؤادى متى المناب ألما * تصخ والشيب فوق رأس اللّما"
3. التحسى
والتوجع – كقوله تعالى " ياليتنى كنت ترابا"
ونحو "
أبا قبر معن كيف واريْتَ جُودَه * وقد كان منه البرّوالبحر مترعا"
4. الاستغاقة –
نحو " يا الله " و " يا الله للمؤمنين"
5. الندبة – نحو قول الشاعر : " فواعجبًا كم يدّ عى
الفضل ناقص * ووا أسفًا كم يظهر النقص
فاضل "
6. الترحم –
نحو " يا مسكين "
7. التأسف –
نحو " يا لضيعه الأدب "
8. التعحب –
كقولك للتعجب من كثرة الماء " يا الماء "
9. التحيّر –
والتضجُّر نحو :
"يا ليلُ قد طلت , فهل مات السحر * أم استحالت شمسه
إلى القمر "
"أيا منا زل سلمى أين سلماك * من أجل هذا بكينا ها بكيناكِ
"
مبحث فى الإنشاء غير الطلبى
الإنشاء غير
الطلبى – مالا يستدعى مطلوبا غير حاصل الطلب. ويكون بصيغ المدح والذم وضيع العقود والقسم سبب, والرجاء وربّ وكم الخبرية وغيرها.
المدح
والذم يكونان بنعم وبئس وحبّذا ولاحبّذا. نحو : اسم الكريم حائم, وبئسى البحيل مادر.
وضيع العقود ويكون بالماضى كثيرا نحو :بعتك هذا هبتك ذاك.
أقسم – ويكون
بالواو والباء والتاء , وغيرها . نحو : بترُك ما فعلت كذا.
تعجب – ويكون قياسا
بصيغتين " ما أفعله " و فعل به " مثل ما أحسن الضياءَ وما أقبح
الخيانةَ.
رجاء – يكون بعسى
وحرىّ أو لعلّ . نحو : " عسى الله يأتى بالفتح"
... – نحو : "ربّ كلمة سلبت نعمة "
الخبرية – نحو
: " كم كتب قرأت"
من الإنشاء غير
الطلبى لا تبحث عنه علماء البلاغة لأن أكثر صيغة فى الأصل أخبار نقلت إلى الإنشاء.
تنبيهات
الأول : يوضع
الإنشاء موضع الخبر الأغراض كثيرة منها :
1- إظهار العناية بالشىئ والاهتمام بشأنه , كقوله تعالى :
" قل أمَرَ ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد" لم يقل "
وإقامةِ وجوهكم" إشعارا بالعناية بأمر الصلاة, لعظيم خطرها وجليل قدرها فى
الدين.
2- التحاشى والاحتمراز عن مساواة اللاحق بالسابق , كقول
تعالى : " قال إنى أُشْهِدُ الله واشهدوا أنى برىئ مما تشركون من دونه"
ولم يقل : وأُشهدكم تحاشيا وفزارا من مساواة شهادتهم بشهادة الله.
الثانى : يوضع
الخبر موضع الإنشاء لأغراض كثيرة منها :
1- التفاؤل : نحو هداك الله لصالح الأعمال " كأن الهداية
حصلت فعلا " فأخبر عنها, نحو : " وفقك الله " و " أدام الله
صحتك"
2- الاحتراز عن صورة الأمر تأدبا واجتراما , نحو : "
رحم الله فلانا" ونحو :
"ينظر
مولا ى فى أمرى ويقضى حاجتى"
3- المبالغة فى الطلب للتنبيه على سرعة الامتثال , كقول
تعالى : " وإذ أخذ نا ميثا قكم لا تسفكون دمامكم " لم يقل : لا تسفكوا ,
قصد اللمبالغة فى النهى حتى كأنهم نهوا فامتثلوا"
4- إظهار
الرغبة , نحو قولك فى غائب " وزقنى الله لقاءه"
مبحث فى المسند والمسند إليه
1) جملة من جمل
الخير والإنشاء وكنان " محكوم عليه لوم به"
ويسمى الأول : " مسندا إليه" والثانى : مسندا" وما زاد على ذلك غير
المضلف إليه والصلة فهو قيد واضع المسند إليه هى
الفاعل , ونائبه والمبتدأ الذى له خبر, وما أصله مبتدأ كاسم كان
وأخواتها والمفعول الأول لظنّ وأخواتها.
2) مواضع المسند هى : الفعل التام والمبتدأ المكتفى بمرفوعه
وخبر المبتدأ وما أصله خبر المبتدأ كخبر كان وأخواتها ( أخبار النواسخ ) واسم
الفعل , المصدر النائب عن فعل الأمر .
3)القيود هى أدوات الشرط والنفى والمفاعيل والحال والتمييز
والتوابع والنواسخ.
الباب الثالث : فِى القَصْرِ
القصر معناه
لغة الحبس , قال الله تعالى : حور مقصورات أيام.
واصطلاحا : تخصيص شيء بشيء بطريق وص, والشيء الأول
هو المقصور, والشىء الثانى هو المقصور عليه, مثل "وما محمدإلا رسول "
فمعناه ىص " محمد بالرسالة, وقصره عليها .
فالمقصور: محمد, المقصور عليه: رسول," وما" و " إلا" طريق
القصر .
هذا الباب أربعة
مباحث:
المبحث الأول: فى طرق القصر
القصر طرق
كثيرة . وأشهرها أربعة , هى :
1- فى والإستثناء – نحو
"لا يفوز إلا المدّ" وكقوله تعالى :" ن
أنت إلا نذير" ويكون المقصور
عليه ما بعد أدة لاستثناء.
2- ن – نحو قوله تعالى : "إنما
يخشى الله من عباده العلماء" ويكون المقصور عليه مؤخّرا وجوبًا.
3- حرف عطف بلا , أو بل, أو
لكن, فإكان العطف بلا كان المقصور عليه مقابلا لما بعدها, نحو : الأرض
متحرّكة لا ثابتة, وإنكان العطف ببل أولكن
كان المقصور عليه ما بعدها , نحو : "ما الأرض ثابتة بل متحرّكة", أو
"ما الأرض ثابتة لكن متحرّكة"
4- تقديم ما حقه التأخير , نحو" إياك نعبد وإياك
نستعين" هنا يكون المقصور عليه هو المقدّم.
البحث الثانى: فى
تقسيم القصر باعتبار الحقيقة والواقع
ينقسم القصر
باعتبار الحقيقة والواقع إلى قسمين :
ا) قصر حقيقى – وهو أن يختصّ المقصور بالمقصور عليه, بحب
الحقيقة والواقع بأن لا يتعداه إلى غير أصلا. نحو :" لا إله إلا الله "
و " ى يروّى مصر من الأنهار إلا النيل.
ب) وقصر إيضاف – وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة
والنسبة إلى شيء آخر معين. لا لجميع ما عداه , نحو : "إنما حسن شجاع"
فإنك تقصد قصر الشجاعة عليه بالنسبة لشخص غيره, كمحمود مثلا, وليس قصدك إنه لا
يوجد رجل شجاع سواه, إذا الواقع يشهد ببطلانه.
المبحث الثالث: فى تقسيم القصر
باعتبار طرفيه
فى قصر طرفان :
مقصور ومقصور عليه
تقسم القصر
باعتبار طرفيه – سواء كان القصر حقيقيّا ضافيّا إلى قسمين :
1) قصر صفة على موصوف – هو أن تحبس الصفة على موصفها تختص به, فلا يتّصف بها غيره , وقد يتصف هذا الموصوف بغيرها من الصفات , مثاله من الحقيقى: " لا رازق إلا الله" ومثاله من
الإضافى " لا زعيم إلا سعد"
2) قصر موصوف على صفة – هو أن يحبس الموصوف على الصفة يختص بها, دون غيرها , وقد يشاركة غيره فيها.
مثاله من الحقيقى – " ما الله إلا خالق كل شيء"
ومثاله من الإضافى – نحو قوله تعالى " وما محمد إلا
رسول قد خلت من قبل الرسول أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على
عقبيه فلن يضر الله شيئا"
يوجد قصر الموصوف على صفة فى
القصر الحقيقى والإحاطة بصفات الشيء حتى يمكن
إثبات شيء منها ونفى ما عداها . ويكزّ القصر الحقيقى فى قصر الصفة على الموصوف
بخلاف القصر الإضاف الذى يأتى كثيرا فى كل من قصر الصفة على الموصوف أو قصر الموصوف على الصفة.
المبحث الربع: فى تقسيم القصر الإشافى
ينقسم القصر
الإضافى على حسب حال المخاطب إلى ثلاثة أقسام :
1) قصر إفراد – إذا اعتقت المخاطب الشركة, نحو : "إنما
الله إله واحد" ردّا على من اعتقت أن الله ثالث ثلاثة .
2) قصر قلب – إذا
اعتقت المخاطب عكس الحكم الذى تثبيته . نحو : "ما سفر إلا على" ودا على
من اعتقت أن المسافر إبراهيم لا على فقد قلبت وعكست عليه اعتقاده.
3) قصر نعيين – إذا كان المخاطب يتردد فى الحكم, نحو
:" الأرض متحركة لا ثابتة" ردا على من شكّ وتردد فى كون الأرض متحركة أو
ثابتة.
فعينت له الحكم وهو كون الأرض متحركة.
الباب الرابع : فى الوصل
والفصل
الوصل
عطف جملة على أخرى بالواو , والفصل ترك هذا العطف بين الجملتين, فمن الوصل قوله تعالى : "
ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
" فجملة " وكونوا " عطوفة على ما قبلها.
ولو قلت اتقو الله كونوا مع الصادقين كان بليغا.
فى الفصل قول
تعالى " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى
هى أحسن " فجملة "ادفع" مفصولة عما قبلها وقلت
" وادفع بالتى هى أحسن " لما
كان بليغا.
من الوصل والفصل يجىء لأسباب بلاغية . ومن هذا لم أن الوصل جمع وربط بين جملتين ( بالواو خاصة) لة فى الصورة والمعنى ,أو لدفع اللبس . والفصل ترك ربط بين الجملتين, إما لأنها متّحدتان صورة ومعنى ,
أو لة المتّحدتين وإما لا صلة بينهما فى الصورة أو فى المعنى.
البلاغة الوصل لا تتحقق إلا (بالواو) فقط دون بقية حرف العطف إذ لا تفيد الواو إلا بمجرد الربط وبشريق
ما بعدها لما قبلها فى الحكم , نحو : "مضى وقت الكسل وجاء زمن العمل" و
"قم واسع فى الخير"
بخلاف العطف
بغير الواو, فيفيد مع التشريك معان أخرى , كالترتيب مع التعقيب فى الفاء ,
وكالترتيب مع التراخى فى ثم, وهكذا باقى حروف العطف. ( ولأن الواو هى الأداة التى
تخفى الحاجة إليها, ويحتاج العطف بها إلى لعطف فى الفهم , ودقة فى الإدراك).
المبحث الأول: فى مواضع الوصل
يجب الوصل بين
الجملتين فى ثلاثة مواضع:
1- إذا انتفقت الجملتان فى الحبرية والإنشائية لفظا ومعنى
أو معنى فقط, وكانت بينهما مناسبة تامة, ولم يكن
هناك سبب يقتضى الفصل بينهما . فمثال الخبر يتين , قوله تعالى :" إن
الأبرار لفى نعيم وإن الفجار لفى جحيم" ومثال الإنشائيتين , قوله تعالى
" فادع واستقم كما أمرت" وقوله تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا" ومثال المختلفتين لفظا دون المعنى قوله سبحانه وتعالى: "إنى أُشهِدُالله
, واشهَدُوا أنى برئ مما تشركون" أى أن أشهد الله وأُشهدكم, فالجملة الثانية
فى هذه الآية إنشائية لفظا ولكنها خيرية فى المعنى , وكذلك " إذهب إلى
فلان" وتقول له كذا.
2- إذا اختلفتا خيرا وإنشاء وأوهم الفصل خلاف المقصود,
كقولك "لا, وبارك الله فيك" ( تجيب بذلك من قال , هل لك حاجة أساعدك فى
قضا ئها) ونحو :" لا, وشفاه الله (تجيب به من يسألك, هل برئ على من المرضى؟)
وعطف ( الجملة الأولى) الخبرية المصوّرة بلفظ, "لا" لدفع توهّم غير
المراد, وكل من الجملتين لا محل له من الإعراب .
3- إذا قصد إشراكهما فى الحكم الإعرابى , نحو :زيد قام أبوه
وقعد أخوه" ونحو:
" وحُبّ العيشِ أعبدكل حرّ * وعلم شاغبا أكل
المُرار".
المبحث الثانى:
فى مواضع الفصل
يجب الفصل بين
الجملتين فى خمسة مواضع:
1. أن يكون بينهما" كمال الاتصال " وهو اتحاد
الجملتين, اتحادا تامّا وامتزاجا معنويا, بحبث
تُنزل الثانية من الأولى منزلة نفسها, وذلك:
ا) بأن تكون الثانية
بدلا من الأولى , نحو قوله تعالى :" واتقوا الذى أمدّكم بما تعلمون/
أمدّكم بأنعام وبنين"
ب) بأن تكون الثانية بيانا للأولى , نحو قوله تعالى:"
فوسوس إليه الشيطان / قال بآأدم هل أدلّك على شجر الخلد" فجملة " قال
ياآدم " بيان لما قبلها.
ج) بأن تكون الثانية توكيدا للأولى, كقوله تعالى :
"فمهل الكافرين / أمهلهم رويدا" وكقوله تعالى " ومن الناس من
يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمءمنين / يخادعو الله والذين
آمنوا"
2. أن يكون
بينهما "كمال الانقطاع" وهو اختلاف الجملتين اختلافا تامّا.
ا) بأن تحتلف خبرا وإنشاء لفظا ومعنى أو معنى فقط
نحو"حضر الأمير / حفظه الله " ونحو "تكلم إنى مصغٍ إليك"
وقوله تعالى " قالت ياأيها الملؤ افتنى فى أمرى / ما كنت قاطعةً أمرا حتى
تشهدون"
ب) بألا تكون بينهما مناسبة فى المعنى ولا ارتباط بل كل
منهما مستقل بنفسه . كقولك " علّى كاتب , الكلب نائم " و "سعيد
عالم – خليل طويل" وكقول الشاعر:
"وإنما المرء بأصغريه * كل امرئ وهن بما لديه"
3. أن يكون بينهما "شبه كمال الاتصال" وهو كون
الثانية قوية الارتباط بالأولى , لوقوعها جوابا عن شؤال يفهم من الأولى فتفصيل
عنها , كما يفصل الجواب عن السؤال – كقول سبحانه و تعالى "وماأبرّئ / إن
النفس لأمارة بالسوء".
4. أن يكون بينهما جملة أخرى ثالثة متوستطة حائلة بينهما,
يصح عطفها ( الجملة الأخيرة) على الأولى لوجود المناسبة ولكن فى عطفها على الثانية
فساد فى المعنى فيترك العطف بالمرة دفعا لتوهّم أنها معطوفة على المتوسطة, نحو: " وتظن سلمى أننى أبغى
بها * بدلا أراها فى الضلال تهيم"
فجملة "أراها" يصح عطفها على جملة "تظن"
ولكن يمنع من هذا موهّم العطف على جملة "أبغى بها" فتكون الجملة الأخيرة
من مظنونات سلمى , مع أنه غير المقصود , ولهذا امتنع العطف بتة.
5. أن تكون بين الجملتين تناسب وارتباط , لكن يمنع من
عطفهما مانع, وهو عدم قصد اشرّاكهمافى الحكم الإعرابى, ويسمى ذلك " المتوسط
بين الكمالين". كقوله تعالى :"وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنامعكم
إنما نحن مستهزئون/ الله يستهزئ بهم" وهنا لايصح عطف جملة " الله يستهزئ
بهم" على جملة "إنا معكم" لأنها من مقوله تعالى, ولا على جملة
"قالوا" لأن استهزاء الله غير
مقيّد بحال خلوهّم إلى شياطينهم.
الباب الخامس
فى الإيجاز
والاطناب والمساوات
كل ما يجول فى
الصدر من المعانى يمكن أن يعبّر عنه بثلاث طرق:
1- الإيجاز –
هو تأدية المعنى بعبارة ناقصة, مع وفائها بالغرض.
2- الإطناب –
هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عنه مع الفائدة.
3- المساوات-
هى تأدية المعنى بعبارة مساوية له ,
لاتزيد عليه.
وإليك بيان ذلك تفصيليا:
المبحث الأول: فى المساوات
لأمثلة :
1) قال تعالى " ولا يحيق المكر السىّء إلّا
بأهله"
2) قال تعالى " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند
الله"
3) ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالاخبار من لم
تزود.
4) قال تعالى " كل أمرئ بما كسبت رهين"
5) قال صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات,
وإنما لكل امرئ مانوى"
تأمل الأمثلة المتقدمة تجد الألفاظ فيها بقدر المعانى .
وأنك لوحاولت أن تزيد فيها لفظا الجاءت الزيادة "فضلا" أو أردت إسقاط
كلمة لكان ذلك " إخلالا" فالألفاظ فى كل مثال مساوبة للمعانى, وأداء
الكلام , على هذا النحو يسمى "مساواة"
القاعدة " المساواة" أن تكون المعانى بقدر
الألفاظ والألفاظ بقدر المعانى , لا يزيد بعضها عل بعض.
المبحث الثانى: فى
الإيجاز
الإيجاز – هو وضع المعانى الكثيرة فى ألفاظ أقلّ منها وافية بالغرض المقصود, مع
الإبانة والإفصح. كقوله تعالى "ألا له الخلق والأمر" فإذالم تف بالغرض
سمى,"إخلالا" وحذفا رديئا" كقول الشاعر:
"والعيش
خيرٌ قى ظلا * ل الجهل ممن عاش كدّا"
المراد أن
العيش الناعم الرغدفى حال الحمق والجهل خير من العيش الشاقّ فى حال القعل , لكن
كلا مه لا يعدّ صحيحا مقبولا.
وينقسم الإيجاز
إلى قسمين إيجاز قصر و إيجاز حذف
1- إيجاز القصر وسمى إيجاز البلاغة, يكون بتضمين المعانى
الكثيرة فى ألفاظ قليلة من غير حذف , كقوله تعالى :"ولكم فى القصاص حياة
باأولى الألباب" فإن معناه كثير ولفظه يسير إذ المراد أن الإنسان إذا علم أنه
متى قَتل قُتل, امتنع عن القتل وفى ذالك حياته وحياة غيره, لأن القتل أنفى للقتل .
وبذلك تطول الأعمار وتكثر الذريّة ويتمُّ الناظام ويكثر العمران, وكقوله تعالى :
خذ العفو وأمر بالعرف وأغرض عن الجاهلين. فهذه الآية القصيرة جمعت ومكارم الأخلاق
بأسرها .
وهذا القسم
مطمح نظر البُلَغَاء, حتى أن بعضهم سبل عن البلاغة فقال هى " إييجاز
القصر" وقال أكثم بن صيفىّ – خطيب العرب " البلاغة الإيجاز"
2- إيجاز الحذف
– يكون بحذف شيء من العبارة لا يُخِلّ بالفهم مع قرينة تعيين المحذوف, إما أن يكون
:
1) حرفا –
كقوله تعالى : ولم أكٌ بغيّا, أصله ولم أكن
2) اسم مضافا –
كقوله تعالى :وجاهوا فى الله حق جهاده – فى سبيل الله
3) اسما مضافا
إليه _ نحو : وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممنا ها بعشرٍ, بعشر ليال.
4) اسما موصوفا
_ نحو ومن تاب وعمل صالحا, أى عملا صالحا.
5) اسما صفة –
نحو : فزادتهم رجسا إلى رجسهم , أى مضافا إلى رجسهم
6) شرطا – نحو
: اتبعونى يحببكم الله أى فإن تثبعونى
7) جواب شرط –
نحو : ولو ترى إذ وقفوا على النار , أى لرأيت أمرا فظيعا
8) مسندا إليه –
نحو : أما وىّ ما يغنى الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما ةضاق بها الصدر, أى إذا
حشرجت النفس يوما
9) مسندا – نحو
: ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله , أى خلقهنّ الله
10) متعلقا –
نحو : لا يسأل عما يفعل وهم يسألون, أى عما يفعلون
11) جملة – نحو
: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين, أى فاختلفوا , فبعث
12) جملا –
كقوله تعالى : فسقى لها ثمّ تَوَلَّى إلى الظّلّ فقال رب إنى لما أنزلت إلّى من
خيرِ فقيرٌ فجاءته إحداهما تمشى على استياء ٍ قالت إن أبى يد عوك ليجزيك أجرما
سقيت لنا , أى فذهبتا إلى أبيهما, وقصّتا عليه ماكان من أمر موسى فأرسل إليه, فجائت إحداهما تمشى على استحياء.
واعلم أن دواعى
الإيجار كثيرة منها : الاختصار , وتسهيل الحفظ, وتقريب الفهم , وضيق المقام , واخفاء
الأمر على غير السامع والضجر والسآمة
وتحصيل المعنى الكثير باللفظ إليسير الخ.
المبحث الثالث: فى الإطناب
الإطناب – زيادة اللفظ على المعنى لفائدة , أو هو تأدبة
المعنى بعبارة زائدة عن متعارف أو ساط البُلَغَاء,
زائدة تقوينة وتوكيده , نحو قوله تعالى : ؤب إنى وهن عظم منى واشتعل الرأس شيبا, أى كبرت وإذالم تكن لزيادة فائدة يسمى " تطويلا" إن كانت الزيادة متعينة و "حشوا" إن كانت الزيادة متعينة لا سد بها المعنى فالتطويل كقول عدى العبادى فى ديمة الأبرش :
وقدَّدت الأديم
الراهشيه , وألفى قولها كذبا ومينا, لين والكذب بمعنى
واحد, ولم يتعين الزائد منها, من العطف بالواو ولا
يفيد ترتيبا ولا تعقيبا ولا معية ويتغير المعنى
بإسقاط إيها شئت.
لحشو, كقول زهير
بن أب سلمى:
" وأعلم
علم اليوم والأمس قبله * ولكننى عن علم مافى غد عمى"
كل
من الحشو والتطويل معيب فى علم البلاعة,
أعلم
أن دواعى الإطناب كثيرة منها : تثبيت
المعنى و وضيح المراد والتوكيد , ودفع الإيهام وإثارة الحِمية.
أنواع الإطناب
كثيرة منها:
1) ذكر الخاصّ بعد العامّ , كقوله تعالى : تَنَزَّلُ
الملائكةُ والروح فيها, وفائدته للتنبيه على فضل الخاص ومزيته حتى كأنه لفضله جنس
آخر.
2)ذكر العام بعد الخاص , لإفادة العمون مع العناية بشأن
الخاص كقوله تعالى " رب اغفرلى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين
والمؤمنات"
3) الإيضاح بعد إيهام , لتقرير المعنى فى ذهن السامع كقوله
تعالى :" ياأيها الذين آمنوا هل هل أدلكم على تجارة تنجيكم من العذاب أليم,
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم" , وكقوله تعالى
:" وقضينا إليه ذلك الأمر أنَّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين.
4) التكرير , هو ذكر الشيء مرّتين أو أكثر لأغراض منها :
ا- التأكيد وتمكين المعنى فى النفس , كقوله تعالى : كلا سوف
تعلمون ثم كلا سوف تعلمون- وقوله تعالى: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا,
ب- طول الفصل – كقوله تعالى : يا أيت إنى رأيت أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر رأتهم لى ساجدين , فكرّر "رأيت" لطول الفصل, وكقول
الشاعر:
"وإن امرأ دامتْ مواثيق عهده * على مثل هذا إنه لكريم "
ج- زيادة الترغيب فى العفو –
كقوله تعالى : إن من أزواجكم وأولادكم
عدوًّالكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتفقروا فإن الله غفور رحيم,
د- الترغيب فى قبول النصح باستمالة الخاطب لقبول الخطاب
كقوله تعالى : وقال الذى آمن ياقوم اتبعون , أهدكم سبيل الرشاد , باقوم إنما هذه
الحياة الدنيا متاع , وإن الآخرة هى دار القرار.
ه- التنوبه بشأن المخاطب – نحو : إن الكريم ابن الكريم يوسف
بن يعقوب بن ابراهيم,
و- قصد الاستيعاب – نحو: قرأت الكتاب بابًا بابًا وفهمته
كلمةً كلمةً.
ز- الترديد – هو تكرار اللفظ متعلقا بغير ماتعلق به أولا,
نحو: السحىّ قريب من الله قريب من الناس , قريب من الجنة , البخيل بعيد من الله بعيد
من الناس بعيد من الجنة.
ح- النلذد بذكره : نحو الله
ربى , الله حسبى,
نحو : سقى الله نجدًا والسلام على نجد * ويا حبّذا نجدٌ على
القرب والبعد.
5) الاعتراض – هو أن يؤتى فى أثناء الكلام , أو بين كلامين
متصلين فى المعنى, بجملة معترضة أو أكثر لا محل لها من الإعراب , وذلك لأغراض
منها:
ا- الدعاء , نحو : إنى – حفظك الله – مريض"
ب- التنزية , كقوله تعالى : ويجعلون لِله البنات سبحانه
ولهُم ما يشتَهُون.
ج- زيادة التأكيد , كقول تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه
حملته أمّة وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكرلى ولوالديك إلّى مامصير.
6) التذييل – وهو تعقيب جملةٍ بجملة أخرى تشتمل على معناها
توكيدا, نحو : قوله تعالى " وقل جاء الحق وزهق الباطل , إن الباطل كان
زهوقا", وهو قسمان:
ا- جار مجرى المثل , أن استقل معناه واستغنى عما قبله, نحو
:
"إذا أنت لم تشرب مرارا على قذى * ظمئت وأي الناس تصفو
مشاربه"
ب- غير جار مجرى المثل, إن لم يستغن عما قيله , كقول
النابغة:
"لم يُبْقِ جودُك لى شيئا أؤمل * تركتنى أصْحَبُ
الدنيا بلا أمل"
7) الاحتراس – ويقال تكميل , وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف
المقصود بما يدفع ذلك الوهم. كقول طرفة بن العبد: "فسقُى ديارك غير مفسدها *
صوبُ الربيع وديمةٌ تهمى"
فقوله
"غير مفسدها" للاحتراس, وكقوله تعالى :
"ويطعمون
الطعامَ على حبِّهِ مسكين ويتيما وأسيرأ" أى مع حبّ الطعام واشتهائم له.فلفظ
على حبه للاحتراس ولزيادة التحسين فى المعنى " ويكون الاحتراس حينما يأتى المتكلم
بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم, فيفطُنُ لذلك ويأتى بما يخلّصه منه"
ويستحسن
الإطناب فى المدح والثناء والذم, والهجاء , والوعظ , والإرشاد والخطابة فى الأمور
العامة والتهنئة وغير ذلك.
Komentar
Posting Komentar